أ. عصارة، رجل ليبي يبلغ من العمر 71 عامًا، يعاني من حالة طبية معقدة. يعاني من مضاعفات سكتة دماغية أدت إلى شلل نصفي في الجانب الأيسر، بالإضافة إلى داء السكري وارتفاع ضغط الدم. شهدت حالته الصحية تحولًا جذريًا في صيف عام 2008. بعد نوبة غضب، أصيب فجأةً باضطراب في الكلام وضعف شديد في الجانب الأيسر من جسده. استُدعي إلى رعاية طبية عاجلة، وكشفت الأشعة المقطعية لرأسه عن صورة إشارة غير طبيعية في المهاد الأيمن.
منذ أكثر من خمس سنوات، يعاني من إعاقة شديدة بسبب خلل في الحركة في الجانب الأيسر من جسمه، مما أثر بشكل كبير على حياته اليومية. أصبحت المهام البسيطة، مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام والمشي، صعبة للغاية. وبسبب هذه الأعراض المستمرة والمُنهكة، تم إدخاله إلى مستشفانا.
منذ بداية حالته، يتلقى علاجًا تأهيليًا طبيعيًا وأدوية تغذية عصبية في محاولة لتحسين حالته. في 25 يونيو/حزيران 2013، اتخذ خطوة جديدة في علاجه بتلقيه دورة علاج بالخلايا الجذعية في مستشفانا ببكين، على أمل تحقيق تحسن ملحوظ في وظائفه الجسدية ونوعية حياته.
حالة ما قبل العلاج (قبل الدورة الأولى من العلاج)
• توتر عضلي غير طبيعي في الجانب الأيسر
انحرف توتر عضلات الجانب الأيسر من جسم أ. أسارا بشكل حاد عن حالته الطبيعية. شعرت العضلات إما بتصلب مفرط، مما أدى إلى تقييد حركتها وعدم قدرتها على الاسترخاء بشكل صحيح، أو كانت في بعض المناطق مترهلة، تفتقر إلى القوة اللازمة لدعم الوظائف الأساسية.
• ضعف قوة العضلات وضعف القدرة الحركية على الجانب الأيسر
كانت قوة عضلات جانبه الأيسر من الجسم ضعيفة بشكل مثير للقلق. كانت المهام البسيطة التي تتطلب قوة عضلية، مثل رفع شيء خفيف الوزن بيده اليسرى أو اتخاذ خطوة بساقه اليسرى، شبه مستحيلة. كانت قبضته اليسرى ضعيفة لدرجة أنه لم يكن يستطيع إمساك قلم للكتابة أو الإمساك بكوب دون أن يسقط. أما من حيث القدرة الحركية، فكانت حركات جانبه الأيسر غير منسقة ومتقطعة. عند محاولة المشي، كانت ساقه اليسرى تجر للخلف، وذراعه اليسرى تتأرجح بشكل لا إرادي، مفتقرة إلى السلاسة والتزامن اللازمين للمشي الطبيعي.
• انخفاض الإحساس في الجانب الأيسر
كان الإحساس في الجانب الأيسر من جسد أ. أسارا ضعيفًا بشكل ملحوظ. كانت قدرته على الشعور باللمس والحرارة والألم في ذراعه اليسرى ويده وساقه وقدمه اليسرى ضعيفة. قد لا يلاحظ ما إذا كان هناك شيء يلامس يده اليسرى برفق أو ما إذا كان قد تعرض لسطح ساخن أو بارد على الجانب الأيسر من جسده.
• الكلام غير الواضح
كان كلام أ. أسارا متلعثمًا، مما صعّب على الآخرين فهمه بوضوح. كانت كلماته غالبًا ما تختلط، وكان يواجه صعوبة في نطق بعض الأصوات بشكل صحيح.
الدورة الأولى من علاج الخلايا الجذعية (يونيو 2013)
النتائج بعد الدورة الأولى من العلاج
• توتر عضلي طبيعي على الجانب الأيسر
عاد التوتر العضلي في الجانب الأيسر من جسم أ. أسارا إلى حالته الطبيعية. لم يعد هناك أي تصلب أو ارتخاء غير طبيعي كان يُعيق حركته. أصبحت عضلات ذراعه وساقه اليسرى مشدودة بشكل مناسب، مما يسمح له بحركة طبيعية وغير مقيدة. يُعدّ هذا التطبيع للتوتر العضلي خطوةً حاسمةً في تعافيه، إذ يُرسي الأساس لتحسين وظائفه الجسدية.
• تعزيز قوة العضلات
أظهرت قوة عضلات الجانب الأيسر من جسمه تحسنًا ملحوظًا. في السابق، كان الضعف يحدّ من حركته بشكل كبير، أما الآن، فهو قادر على تحريك أطرافه اليسرى طوعًا بسهولة أكبر بكثير. يستطيع رفع ذراعه اليسرى للوصول إلى الأشياء، وقد تقوى قبضته اليسرى بما يكفي لإمساك مختلف الأشياء بقوة. أصبح قادرًا على الوقوف بشكل مستقل، وهي خطوة مهمة في رحلة تأهيله. وبمساعدة مساعد، يستطيع المشي بضع خطوات.
• الإحساس على اليسار
استعاد أ. أسارا الإحساس في الجانب الأيسر من جسمه بشكل ملحوظ. يستطيع الآن الشعور بوضوح باللمس والحرارة والألم في ذراعه اليسرى ويده وساقه وقدمه. هذه الاستعادة للإحساس ليست مهمة فقط لوعيه بجسمه، بل أيضًا لسلامته. هذا التحسن في الحس العميق يُمكّنه من أداء المهام بدقة أكبر وثقة أكبر، مدركًا أنه يستطيع الاعتماد على حواسه لتوجيه حركاته.
• تحسين وضوح الكلام
أصبح كلامه أوضح بكثير من ذي قبل. وخفّ التلعثم الذي كان يُصعّب التواصل بشكل ملحوظ. أصبح بإمكانه الآن نطق الكلمات بوضوح أكبر، وجمله أكثر سلاسة. ورغم أنه قد لا يزال يواجه بعض الصعوبات البسيطة في بعض النطق المعقد، إلا أن التحسن العام في كلامه عزز قدرته على التواصل مع الآخرين بشكل كبير.
• مستوى السكر الطبيعي في الدم
استقر مستوى سكر الدم لدى أ. أسارة ضمن المعدل الطبيعي. وبالنظر إلى تاريخه مع مرض السكري، يُعد هذا إنجازًا هامًا.
• ضغط الدم المتحكم فيه جيدًا
أصبح ضغط دمه الآن مُتحكّمًا فيه بشكل جيد. ارتفاع ضغط الدم، الذي كان يُشكّل عبئًا إضافيًا على صحته، قد تمّت معالجته بفعالية. ضغط دمه المُستقر لا يُساعد على تعافيه البدني فحسب، بل يُعطيه أيضًا راحة البال، إذ يعلم أن جهازه القلبي الوعائي يعمل بشكل سليم، وأنه أقل عُرضةً لمشاكل صحية خطيرة.
ملخص التقدم والتوقعات المستقبلية
يُمثل تقدم أ. أسارة الحالي بارقة أمل لمستقبله. فمع تحسن توتر عضلاته، وتحسن قوته في جانبه الأيسر، واستعادة إحساسه، من المتوقع أن يحقق استقلالية أكبر. ومع استمرار تحسن قدرته على المشي، قد يتمكن قريبًا من المشي دون مساعدة. كما أن وضوح كلامه سيفتح له آفاقًا جديدة لتفاعلات اجتماعية وطبية أفضل. كما أن الحفاظ على مستوى طبيعي لسكر الدم وضغط الدم سيحافظ على صحته العامة. وفي الأشهر المقبلة، قد يعود إلى العديد من أنشطته السابقة، ويندمج تمامًا في مجتمعه، ويستمتع بحياة خالية من القيود الشديدة التي كانت تعيقه في السابق.